ندوة "ثورة 25 يناير والمستقبل" باتحاد كتاب المنصورة

ندوة "ثورة 25 يناير والمستقبل" باتحاد كتاب المنصورة







أقام اتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية ندوة بعنوان "ثورة 25 يناير والمستقبل" حاضرها الأستاذ الدكتور/ محمود إسماعيل – الكاتب والناقد والمفكر وأستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، وذلك بمقر الاتحاد بشارع قناة السويس مساكن جديلة بمدينة المنصورة يوم السبت الموافق 19 فبراير 2011. أدار الأمسية الثقافية الشاعر والمترجم الأستاذ/ عبده الريس، حضرها مجموعة كبيرة من الأدباء والمثقفين والشباب من أبناء المنصورة ومحافظتي الدقهلية ودمياط نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: فؤاد حجازي، محمد محمد خليل، مصباح المهدي، عبد الفتاح الجميل، فاطمة الزهراء فلا، علي علي عوض، السعيد نجم، صفي الدين ريحان، ممدوح صابر علوان، محمد عبد المنعم، ولاء عزت، محمود سلامة الهايشة، وآخرون.

    ويقول د.محمود إسماعيل أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد، فلم تتم الفرحة بعد وهناك من الشواهد ما يدل على ذلك، فتنحي الطاغية ليس كل شيء فالرأس أصلاً ميتة، فقد حاول استشراف تفسيراً لهذه المعطيات الآنية وما هو الغد؟ فقد تكون النتيجة صادمة. الحديث عن الغد يستلزم بالضرورة فهم الواقع الآني وبالتالي الحديث عن الماضي، ويجب أن نفرق بين قراءة المؤرخ لما يحدث أو سوف يحدث وبين قراءة الصحفي أو الكاتب العادي فالقراءات هنا مختلفة تماماً، فالثورة ناتجة من القانون القائل "التراكم الكيفي يؤدي إلى التغير الكيفي". وقد وصل د.محمود إسماعيل إلى حالة من اليأس والإحباط خلال العام والنصف الأخير بسبب سلبية الإنسان المصري وتراخيه المتناهي في المطلوبة بحقوقه، للدرجة التي دفعته أن يتوقف عن الكتابة تماما بعد أن ألف ثلاثة كتب وأكثر من أربعمائة مقالاً  تتحدث عن كيفية أن يثور الإنسان ويغير الواقع الذي يعيشه، ولكن دون فائدة ..ولكن أدرك بعد قيام ثورة 25 يناير بأن ما كان يكتبه وما كتبه الآخرون كان لها تأثيراً تراكمياً على مر الشهور والسنوات الماضية التي تعرض فيها الشعب المصري لما لا يتحمله أي شعب من شعوب العالم، فإذا تعرض أي شعب إلى عُشر ما تعرض له الشعب المصري على مر الثلاثة العقود الماضية فكان ثار وقلب وضعه، ولكن هذا الشعب تحمل الكثير والكثير. وقد ضرب مثالاً لما كتبه المفكرين الآخرين ككتاب "ماذا حدث للمصريين؟" لـ جلال أحمد أمين، وقد تعرض د.محمود إسماعيل للأسباب التي أدت إلى هذه الثورة من أسباب مباشرة وأسباب التاريخية المتجزرة. وتناول استعمار مصر على مر العصور وفي مراحل التاريخ حتى جاء أول زعيم مصري خرج من طين هذا البلد وهو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وشبه فترة حكم الرئيس المخلوع بالثورة حسنى مبارك بأنه استعمار، والاستعمار الأخير (الاستعمار الحال) يعطيك الطعام كي يأكلك.
     وصف د.محمود إسماعيل مصر بأنها دائماً منهوبة ومسروقة، بينما وصفها جمال حمدان بأن "مصر عبقرية المكان"، وقال عنها هيرودوت "مصر هبت النيل"، فمصر بالجغرافية التاريخية المتميزة جعلت الإنسان يقهر الجغرافيا والطبيعية، شخصية مصر الفريدة جعلها مطمع للغزاة في الخارج والطغاة من الداخل، وتسأل د.محمود إسماعيل ماذا أعطت مصر للبشرية؟، فكانت إجابته قدمت مفهوم الدولة، وأصر على أن هناك الكثير من المؤامرات التي تحاك وتحيط بمصر، ومن يقول أنه ضد نظرية المؤامرة ليس على بينه من أمره ولا يدرك حقيقة الأمور، فالتاريخ عبارة عن قصة من التأمر.
   ضُرب المصريين خلال العقود الثلاثة الماضية في أبدانهم وعقولهم ونفوسهم وأرواحهم، فقد أضر حسنى مبارك بكل بيت مصري، فلا يوجد بيت من البيوت المصرية إلا وبها مريض بالفشل الكلوي أو السرطان أو الالتهاب الكبدي الوبائي أو إنسان عاطل أو امرأة عانس...الخ من المآسي التي صنعها نظام مبارك.
    يعتبر عام 2011 كما يقول د.إسماعيل نقطة تحول، وانقلاب التاريخ، وإحراق الرأسمالية، فكل المؤشرات كانت تشير خلال نهاية العام الماضي وبداية هذا العام تدل على حدوث تلك الثورات التي بدأت بتونس ثم مصر الملهمة وتأتي باقي الكثير من الدول العربية سواء الأفريقية منها أو الخليجية بل وقد تمتد إلى الدول الآسيوية الأخرى، بل وهناك تكهنات تدل على امتدادها إلى أوروبا، والسبب الرئيسي لذلك الارتفاع الحاد والجنون في أسعار السلع الغذائية والحاصلات الزراعية مما ينذر بمجاعة حقيقية وعدم قدرة الشعوب على الشراء. وقد تنبأ د.محمود إسماعيل بحدوث ثورة عندما نشرت الصحف عام 2006 خبراً عن أب بدأ يبيع أحد أولاده حتى يستطيع أن يربي ويطعم باقي أبناءه، وما حدث في أجازة أحد الأعياد من حالات تحرش جماعي من قبل الشباب، مما يدل على حالة من السعار للبطن وما تحتها..!!





    ووصف د.محمود إسماعيل الذي تحدثوا عن الشرعية الدستورية، وعن الفراغ القانوني والدستوري وعن الحوار والتفاوض بأنهم أما جهلاء أو غير مدركين لما يحدث أو ضعاف البصر، فالثأر يأمر ولا يؤمر، فلا تفاوض ولا حوار ولا انتقال سلمي للسلطة، فالثورة تأمر وتملأ الفراغ الدستوري. الذهب قبل أن يخرج من الأرض ويتم استخراجه يسمى "تبر"، رسالة فهم العالم، رسالة فهم مصر هؤلاء هم الشباب، التبر يدخل النار حتى يتحول إلى ذهب، فالنار هي نار الثورة التي طهرت البلاد والعباد.
متابعة وتصوير: محمود سلامة الهايشة-المنصورة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راكومين..غلة وجبة شهية لقتل الفئران

كافوزال Cafosal لتنشيط التمثيل الغذائي – حقن للاستعمال البيطري